نائب حلب وكان قد تجهز إليها بعسكر حلب (١) فنازلها شهرين (٢) إلى أَن قلّت عندهم الأَقوات فنصب عليها المجانيق، وقدّم في القتال التركمان من جميع الأَصناف: الأَوج أَقية (٣) والبوز أَقية، وكان الذي نصب المنجنيق يقال له المعلم خليل العينتابي (٤) وهو ممن اشتهر بالمعرفة فيه فأَبلى فيهم فأَحسوا بالبوار، فطلب صاحبُها "تكفور" الأَمان وسلّم القلعة، فعَلَتْ كلمة أَهل التوحيد بتلك البقعة (٥) بعد دهر طويل، وجهز أَشقتمر صاحبَ سيس وجنده إلى القاهرة (٦)، ودُقت البشائر (٧) بسبب ذلك، ومدح الشعراءُ أَشقتمر فأكثروا، فمن ذلك قول أبي بكر بن زين الدين [عمر] بن الوردي [مادحًا نائب (٨) السلطنة]:
يا سيدَ الأمراء فتحُكَ سيسا … سَرَّ المسيح وأَحْزَن القسيسا
سفحْت دماءَ المشركين بسَفْحها … فسالت بسيف الله في ذلك السفحِ
(١) أضاف العيني في عقد الجمان لوحة ١٨١، إلى ذلك أن عسكر عينتاب كان من اشترك مع عسكر حلب في هذا الفتح. (٢) الوارد في النجوم الزاهرة ٥/ ٢٢٤ أنها حوصرت مدة ثلاثه أشهر. (٣) راجع حوادث الفتح في عقد الجمان، وقد ذكر العيني في كتابه السيف المهند في سيرة الملك المؤيد، ص ٢٦، الأرمن طائفتان إحداهما تسمى أوج أق والأخرى بز أق. (٤) سماه العيني في تاريخ البدر، ورقة ٨٩ ب وفي عقد الجمان لوحة ١٨١ "بالبيري" وكان المعلم خليل هذا من جملة أهل حارة والده. (٥) في ل "القلعة". (٦) الوارد في ابن دقماق: الجوهر الثمين لوحة ١٦٨، أن "التكفور أحصر إلى الأبواب العالية فرسم له بالإقامة بالكوم بين القاهرة ومصر ورتب له معلوم". (٧) ذكر جواهر السلوك ورقة ٢٦٥ ب "فتحت مدينة سيس وانقرضت دولة الأرمن منها من يومئذ ففرح السلطان بذلك وأمر بدق الكوسات ثلاثة أيام لأن مدينة سيس لم يملكها أحد من الملوك قبله"، انظر أيضا النجوم الزاهرة (ط. أمريكا) ٥/ ٢٢٤. (٨) الإضافة من تاريخ البدر للعيني، ورقة ٨٩ ب. (٩) "بايعوا" في عقد الجمان، لوحة ١٨٢. (١٠) لم يرد البيت الثالث في ظ، ولكنه وارد في بقية النسخ الأخرى من المخطوطة. (١١) سترد ترجمة ص ١٣٩ تحت رقم ٣٢.