للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٣- «اللهمّ؛ طهّر قلبي من النّفاق، وعملي من الرّياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فإنّك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور» .

وغيرهما من أرباب المسلسلات. قال ابن الطيلسان: قد جرّبت بركته في غير ما شيء من الشدائد النازلة، وجرّبه غير واحد ممّن كتبه عنّي؛ فوجدنا نفعه، والحمد لله.

وفي «ثبت الكاملي» الذي جمعه المنلا إلياس الكوراني: هو حديث، ودعاء، وتميمة، وقد وجد فيه ما يرغب في الاعتناء به، وفيه ما يدلّ على أنّه مشتمل على اسم الله الأعظم.

انتهى كلام المصنّف في «سعادة الدارين» . رحمه الله تعالى آمين.

٥٣- ( «اللهمّ؛ طهّر قلبي من النّفاق) ؛ أي: من إظهار خلاف ما في الباطن، وهذا قاله تعليما لغيره كيف يدعو.

(وعملي من الرّياء) - بمثنّاة تحتيّة- أي: حبّ اطّلاع الناس على عملي.

(ولساني من الكذب) ؛ أي: ونحوه من الغيبة والنميمة.

(وعينيّ) - بالتثنية والإفراد- (من الخيانة) ؛ أي: النظر إلى ما لا يجوز.

(فإنّك تعلم خائنة الأعين) ؛ أي: الرمز بها، أو مسارقة النظر، أو هو من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: الأعين الخائنة، (وما تخفي) القلوب الحالّة في (الصّدور» ) من الوسوسة وإضمار الخيانة.

وهذا قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم- مع أنّ ذاته الشريفة جبلت على الطهارة ابتداء، ونزعت من قلبه علقة الشيطان، وأعين على شيطانه فأسلم- تشريعا؛ من قبيل قوله وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) [المدثر] . وكانت ثيابه طاهرة على كلّ تأويل، لكن هذا مقتضى الحكمة في تكليف البشريّة، وهو عليه الصلاة والسلام المشرّع المربّي، فعمل على ما تقتضيه البشريّة؛ قاله المناوي رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>