فقال: أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ لأن قوم تبع أقرب [١٤٨ ب] في الهلاك إلى كفار مكة وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من الأمم الخالية أَهْلَكْناهُمْ بالعذاب إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ- ٣٧- يعني مذنبين مقيمين على الشرك منهمكين عليه، قوله: وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ- ٣٨- يعني عابثين لغير شيء يقول لم أخلقهما باطلا ولكن خلقتهما لأمر هو كائن «مَا خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ»«١» وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يعني كفار مكة لا يَعْلَمُونَ- ٣٩- أنهما لم يخلقا باطلا، ثم خوفهم فقال: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ يعني يوم «القضاء»«٢» مِيقاتُهُمْ يعني ميعادهم أَجْمَعِينَ- ٤٠- يَوْمَ يعني يوم القيامة يقول: يوافي يوم القيامة الأولون والآخرون «وهم يوم الجمعة» هذه الأمة وسواهم من الأمم الخالية، ثم نعت الله- تعالى- ذلك اليوم فقال:«يَوْمَ» لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وهم الكفار يقول يوم لا يغني ولي عن وليه يقول لا يقدر قريب لقرابته الكافر شيئا من المنفعة وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ
- ٤١- يقول ولا هم يمنعون من العذاب ثم استثنى المؤمنين فقال: إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ من المؤمنين فإنه يشفع لهم إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ في نقمته من أعدائه الذين لا شفاعة لهم الرَّحِيمُ- ٤٢- بالمؤمنين الذين استثنى في هذه الآية، قوله: إِنَّ «شَجَرَةَ»«٣» الزَّقُّومِ- ٤٣- طَعامُ الْأَثِيمِ- ٤٤- يعني الآثم بربه فهو أبو جهل بن هشام وفي قراءة ابن مسعود «طعام الفاجر» كَالْمُهْلِ يعني الزقوم أسود غليظ كدردي
(١) «ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ» : ساقطة من أ، ف. (٢) فى ف زيادة: «يعنى القيامة» . (٣) فى أ: «سجرت» ، وفى رسم المصحف: «شحرت» .