تبين دقة البناء القرآني إمكانية اختلاف معنى الكلمة الواحدة حين تختلف صورتها من النكرة إلى المعرفة فهناك فرق بين: صاعقة والصاعقة ومطر والمطر، وماء والماء٢.
وعلى سبيل المثال فإن كلمة "الماء" في القرآن الكريم تعني دائمًا الماء الذي ينزل من السماء فتقوم به حياة الكائن الحي من نبات وحيوان وإنسان، وهو الماء الذي يتكون من اتحاد عنصري الإيدروجين والأوكسجين اتحادًا كيميائيًا بنسبة وزنية ثابتة.
أما إذا استخدمت كلمة "ماء" فإنها قد تعني "الماء" الطبيعي كما في قوله: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا، لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا}[الفرقان: ٤٨-٤٩] .
١ المرجع السابق ص١٣. ٢ راجع كتاب المؤلف: العلوم الذرية الحديثة في التراث الإسلامي - ص١٣٨.