يتناسب مع السرعة في الحماسة فمثلًا في البيت الأول فيه:"شاع الجلال - أعادوها على - أسمى - مثال" ثماني مدات في بيت واحد، وفي البيت الثاني "رنا - التاريخ - في - ساطعًا- وهاج - الخلال" سبع مدات بالإضافة إلى تعثر اللسان بشدتين في التاريخ وفي وهاج، مما يزيد التثاقل والبطء، وهكذا في كل الأبيات حتي نهاية القصيدة، وكان الأولى بالشاعر تبعًا للحماسة أن يستبدل كلمات يحلّ السكون فيها محل حروف اللين، وكلاهما واحد في مقياس التفعيلة والوزن، ولكنهما مختلفان في الإيقاع المناسب للغرض، فاللين يتناسب مع الأغراض التي تحتاج إلى تأمل وطول نقص كالرثاء والاعتذار وشعر الوجدان، أما التسكين لما فيه من القطع والعنف لا الرخاوة والامتداد يتناسب مع الحماسة والمدح والفخر، وأغراض القوة كلها.
وكذلك كان الأمر في القافية، فقد أخلَّ حرف اللين مما ينبغي أن يكون في الحماسة من القوة والدفقة العنيفة التي لا تتأتى من حرف اللين في القافية، وإنما يوحي بها السكون الذي يجزم الأصوات ولا يمط فيه، وإذا أعدنا النظر إلى القافية كلها لكان الأمر كذلك مثل "مثال - الخلال - الكمال - ... إلخ".
رابعًا: شعر الحضارة وخصائصه الفنية:
وجاء هذا الغرض في الديوان تحت عنوان "في الحضارة" واشتمل على قصائد، منها قصيدة "برسي شيلي ص٨٩"، وهو من أشهر شعراء الإنجليز "١٧٩٢، ١٨٢٢م ومن دواوينه "أدونيس"، ومن أشهر كتبه "ثورة الإسلام" ومطلعها١:
روح على الفن من إشعاعه ألق ... يلوح في ومضات الفكر يأتلق
وشعلة من ذكاء ظل يلهبها ... قلب غدا بأوار الحب يحترق