فهي عنده خالية من كل معنى مفيد، على أنه يجب بمثل قول أبي ذؤيب:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وذلك لتضمنه معنى أخلاقيًّا٣، ومن هنا يظهر "باد$$ رأيه في العلاقة بين اللفظ والمعنى٤" وهذا الاتجاه يوضح عدم اعتداده بالصورة الأدبية إلا إذا صور الشاعر بها معنى لطيفًا ومغزى شريفًا، أما التي تحمل معنًى وسطًا أو ساقطًا - وإن اكتملت عناصرها وتلاءمت أجزاؤها، فلا تعدّ صورة عنده، ولا يقيم لها ورنًا كأبيات كثير السابقة، لأن الأساس عنده في الشعر هو شرف المضمون.
١ هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفي سنة ٢٧٦ هـ. ٢ الشعر والشعراء: ص ٧ وما يليها. ٣ الشعر والشعراء: ابن قتيبة ص ١٠، ١١. ٤ دراسات في النقد الأدبي: د. محمد عبد المنعم خفاجي ص ١٣٠.