وقوله:{الْحَيَوَانُ} بمعنى الحياةِ، لكنها جاءتْ على هذا الوزنِ للمبالَغَةِ، {الْحَيَوَانُ} على وزن (فَعَلان)، ففيها زيادَةُ الألفِ والنُّونِ للمبَالَغَةِ، والواو قيل: إنها منْقَلِبَةٌ عن (ياء) وأنها قُلِبَتْ واوًا لئلا تَلْتَبِسَ بالمثَنَّى، هذا رأي سِيبَويه لأن أصلَهَا (حَيِي يَحْيا)، وقيل: الواوُ أصلية، لكن قُلِبَتْ ياءً لتَحَرُّكِهَا وانكسارِ ما قبْلَهَا.
فالحياةُ الحقيقيةُ هي حياة الآخرة؛ لأن حياةَ الدُّنيا في الحقيقة ليست حياة، ولذلك يقولُ الكافِرُ يومَ القيامة:{يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}[الفجر: ٢٤]، فالحياة الدنيا ليست حياةً:
أولًا: لأنها منَغَّصَةٌ، فكُلُّ صَفْوِهَا كَدَرٌ.
(١) مجموع الفتاوى (٢٦/ ١٩، ٢٠). (٢) أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال، رقم (٦٠٧١) عن أبي هريرة.