وقال تعالى: فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً [الآية ٥] أي: فيتّخذوا لك كيدا.
وليست مثل إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (٤٣) .
بإيصال الفعل إليها باللام، كما يوصل ب «الى» ، كما تقول:«قدّمت له طعاما» تريد: «قدّمت إليه» . وقال تعالى يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ [الآية ٤٨] ومثله قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ [يونس/ ٣٥] وإن شئت كان فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً في معنى «فيكيدوك» ، بجعل اللام مثل اللام في قوله تعالى لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤)[الأعراف] وقوله سبحانه لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤) إنّما هو: «لمكان ربّهم يرهبون» .
وقال تعالى: أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ [الآية ٩] وليس الأرض هاهنا بظرف. ولكن حذف منها «في» ثم أعمل فيها الفعل، كما تقول «توجّهت مكّة» .
وقال تعالى: وَنَحْنُ عُصْبَةٌ [الآية ١٤] و «العصبة» و «العصابة» جماعة ليس لها واحد «٣» ك «القوم» و «الرّهط» .
وقال تعالى: بِدَمٍ كَذِبٍ [الآية ١٨] بجعل «الدّم»«كذبا» لأنه كذب فيه كما تقول «الليلة الهلال» فترفع، وكما قال تعالى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ [البقرة/ ١٦]«٤» .
وقال تعالى: وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ [الآية ١٩] بالتذكير بعد التأنيث لأنّ «السيّارة» في المعنى للرجال «٥» .
وقال تعالى: مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي [الآية ٢٣] أي: أعوذ بالله معاذا. جعله بدلا من اللفظ بالفعل، لأنه مصدر، وإن كان غير مستعمل مثل «سبحان» ، وبعضهم يقول «معاذة الله» ، ويقول «ما
(١) . جاء في الهامش: الجابية: الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل. يجبى أي: يجمع، قاله الجوهري. (٢) . الرجز في الصحاح «فعم» واللسان «طمم» و «فعم» و «كلم» وفي أول مواضعه من اللسان ب «خابية» وفي ثالث مواضعه منه ب «حفّت» . وهو في الصحاح ١/ ٢٣. (٣) . نقله في التهذيب ٢/ ٤٦ «عصب» . (٤) . قد نقله في التهذيب ١٠/ ١٦٧ وزاد المسير ٤/ ١٩٣. (٥) . نقله في زاد المسير ٤/ ١٩٣.