وجه الدلالة: أن الآية اشتملت على النهي عن أكل الأموال بالباطل، والنهي يقتضي التحريم فيكون أكلها محرما.
قال القرطبي: والمعنى: لا يأكل بعضكم مال بعض بغير حق، فيدخل في هذا: القمار، والخداع، والغصوب، وجحد الحقوق، وما لا تطيب به نفس مالكه وحرمته الشريعة. وإن طابت به نفس مالكه؛ كمهر البغي، وحلوان الكاهن، وأثمان الخمور، والخنازير، وغير ذلك. . إلى أن قال: وأضيفت الأموال إلى ضمير المنهي لما كان كل واحد منهما منهيا ومنهيا عنه كما قال: تقتلون أنفسكم، وقال أيضا:«من أخذ مال غيره لا على وجه إذن الشرع فقد أكله بالباطل»(١) .
ب- من أدلة السنة: قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا (٢) » إلخ الخطبة.
وقد أخرجها مسلم وأبو داود وغيرهما. وهذا النص واضح في تحريم أموال الناس بعضهم على بعض.
ج- أما الإجماع: فقد ذكره القرطبي في أثناء الكلام على الآية السابقة.
(١) [تفسير القرطبي] ، (٢\٣٣١) . (٢) صحيح البخاري الحج (١٧٨٥) ، صحيح مسلم كتاب الحج (١٢١٨) ، سنن الترمذي الحج (٨٥٦) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٧٦٣) ، سنن أبو داود كتاب المناسك (١٩٠٥) ، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٧٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٢١) ، موطأ مالك الحج (٨٣٦) ، سنن الدارمي كتاب المناسك (١٨٥٠) .