فهذا من أعظم الكذب والتلبيس، فإن هذا الحديث لم يرد في سنده: يحيى بن يعلي المحاربي، وإنما روي من طريق: يحيى بن يعلي الأسلمي كما أخرجه الحاكم، وكذا رواه أبو نعيم في الحلية، والهيثمي في مجمع الزوائد من طريقه (١)، ويحيى الأسلمي: ضعيف كما صرح بذلك النقاد.
قال يحيى بن معين:«ابن يعلي الأسلمي ليس بشيء». (٢)
قال البخاري:«مضطرب الحديث». (٣)
وهذا بخلاف يحيى بن يعلي المحاربي فهو ثقة. (٤)
فظهر بهذا ضعف الحديث، وافتراء المؤلف في رميه لابن حجر بالتزوير وقلب الحقائق، وهو بريء من كل ذلك ﵀ رحمة واسعة- ومثله منزه عن هذه التهم، وإنما الذي حصل أنه قال في كتاب الاصابة بعد أن ذكر الحديث بسنده:«قلت في اسناده يحيى بن يعلي المحاربي وهو واه»(٥)، فلفظة:(المحاربي) وهم من ابن حجر، أوتصحيف من النساخ، والمقصود قطعاً هو (الأسلمي) وذلك
لعدة أمور:
الأول: أن المحاربي لم يرد أصلاً في سند الحديث.
الثاني: أن ابن حجر قال: قلت: في سنده فلان فتبين أنه أراد راوي الحديث وهو الأسلمي لا المحاربي.
الثالث: التشابه الكبير بين الرجلين في الإسم حيث إن كلاً
منهما: يحيى بن يعلي وهذا سبب قوي في حصول مثل هذا الخطأ.
(١) انظر: المستدرك للحاكم ٣/ ١٣٩، ح ٤٦٤٢، وحلية الأولياء لأبي نعيم ٤/ ٣٤٩، ومجمع الزوائد ٩/ ١٠٨. (٢) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٧/ ٢٦٨٨. (٣) المصدر نفسه (٤) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٤/ ٤١٥. (٥) الإصابة ٤/ ٣٥.