أرشد الله إلى ثلاث بيئات تنور قلبك، وعندما نخرج نعيش هذه البيئات: بيئة مكانية ٠٠ وبيئة أعمال ٠٠ وبيئة اجتماعية.
قال الله تعالي:{فِي بُيُوتٍ} ولم يقل في مساجد، لأن أول بيئة يعيشها المسلم تذكره بالله، هي بيئة البيوت، ثم بيئة المساجد.
قال ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله {فِي بُيُوتٍ}:هي بيوت المسلمين ومساجدهم.
إذا دخلت المسجد تذكرت الله، وإذا دخلت بيت مسلم فهو بيئة كاملة، وهكذا عندما دخل الناس في الدين أفواجاً.
وكان آخر دعاء لسيدنا نوح {: - عليه السلام - رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}(١)
فأول مراكز دعوية هي بيوت المسلمين، يقول الله - عز وجل - على لسان أهل الجنة:{قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}(٢) ليس في مساجدنا مشفقين، بل في أهلنا.
فقد كون الصحابي بيئة في أهله يذكّر أهله، وأهله يذكّرونه، ليس يغفّل أهله، وأهله يغفّلونه.
هم كانوا {فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} ونحن في أهلنا ضحّاكين، في أهلنا مزّاحين، تريد الصلاة اذهب للمسجد، تريد تتعلم اذهب للمدرسة، وبذلك فقدنا البيئات في
(١) سورة نوح – الآية ٢٦. (٢) سورة الطور - الآية ٢٦.