والشَّمس ترسل فضل خيط لعابها ... يمتاح من عطشٍ ثرى الغدران
يشوي الوجوده سمومها فكأنَّما ... اعتاضوا عن الأكواب بالكيزن
فعلام ألقي للمضهالك مهجتي ... ةالأشرف السُّلطان قد اغناني
طرد القنيص بكلِّ ضارٍ ضامرٍ ... من مخلبيه مقرَّط الآذان
وبكلِّ مردفةٍ مغلغلة لها ... في كلِّ عضو مقلة الغضبان
/١٦١ أ/ تركَّية سبيتفسأل بخدِّها ... ما كان من كحل على الأجفان
قلنا وشلوا قميصها في صدرها ... هذا عناق العاشق الولهان
لو قال: يا موسى أجرني منهما ... لنجا واصبح في أعزِّ مكان
موسى الَّذي أزرى بكسرى آنفاً ... في أسر إيوان عن الإيوان
لمَّا أتاه على الجزيرة بعد ما ... سدَّت عليه الكرج كل مكان
بجحافل زمر الملائك فوقها ... مجفوفة بخواطف العقبان
لا يهتدون إذا أدل عجاجهم ... إلاَّ بشعلة صارمٍ وسنان
فجلا عن الإسلام ظلمة كفرهم ... وأعاده للعزِّ بعد هوان
طَّهرت أرمينيَّةً فاستبدلت ... من دقِّ ناقوسٍ بصوت أذان
نفذت جسومهم الرِّماح كأنَّهم ... يتلون آيات من القرآن
يا من يرى أيدي العفاة لماله ... أكفى الكفاةً وأوثق الخزًّان
يا من يرى أنَّ الثَّناء ذخيرةٌ ... تبقى عليه وكلُّ شيء فان
أغليت أعلاق المدائح بعد ما ... كانت تباع بأرخص الأثمان
شوَّال مثلك مطعمٌ فلأجل ذا ... أضحى له فضلٌ على شعبان
فتهنَّ يأملك الملوك بعيده ... في ظلِّ ملكٍ دائم السُّلطان
/١٦١ ب/ وقال أيضاً يمدحه: [من مجزوء الكامل]