... قال أحمد بن الحسين: سمعت أحمد بن حنبل وهو يعزي في عبثر ابن عمه وهو يقول: استجاب الله دعاك ورحمنا وإياك (١). ويقال في جواب التعزية: آجرك الله.
... (٦) تعزية الذمي:
... يندب تعزيته كعيادته عند الحنفيين والشافعي والجمهور، ويستحب أن يدعو للميت المسلم. فإذا عزى مسلما بمسلم قال: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك. وإن عزى مسلما بكافر قال: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك. وإن عزى كافرا بمسلم قال: أحسن الله عزاءك وغفر لميتك. وإن عزى كافرا بكافر قال: أخلف الله عليك (٢). (وتوقف) أحمد رحمه الله عن تعزية أهل الذمة وهي تخرج على عيادتهم. وفيها روايتها:
(أ) لا نعودهم فكذا لا نعزيهم (لحديث) أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسم" أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي (٣). {٧٣}
(ب) نعودهم (لحديث) أنس: أن غلاما من اليهود مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم. فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه، فقال له: أطع أبا القاسم، فأسلم. فقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقوم:"الحمد لله الذي أنقده بي من النار" أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي (٤). {٧٤}
(١) انظر ص ٤١٠ ج ٢ مغنى ابن قدامة. (٢) انظر ص ٣٠٥ ج ٥ مجموع النووي "وقول" الشيرازي في المهذب في تعزية كافر بكافر: ولا نقص عددك لتكثر الجزية المأخوذة منهم "مشكل" لأنه دعاء ببقاء الكافر ودوام كفره فالمختار تركه (انظر ص ٣٠٦ ج ٥ مجموع النووي). (٣) انظر ص ١٤٨ ج ١٤ نووي (النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام) وص ٥١٩ ج ٤ عون المعبود (السلام على أهل الذمة). (٤) انظر رقم ٤٣ ص ١٦ ج ٧ - الدين الخالص (عيادة الذمي).