التوبة خاص بمن شاهد طلوع الشمس من مغربها وهو مميز. أما من كان حينئذ غير مميز صبيا كان أو مجنونا ثم ميز بعد ذلك، فانه تقبل منه التوبة (١).
٢ - نزول الدخان من السماء: قال تعالى: (فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين)(١١) الدخان. قال ابن عباس وابن عمر والحسن وغيرهم: انه دخان يأتى قبل يوم القيامة فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ويدخل مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ " أى المشوى " وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه النار.
(وعن) أبى مالك الأشعرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " ان ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه. والثانية الدابة: والثالثة الدجال ". أخرجه ابن جرير الطبرى والطبرانى بسند جيد (٢){٦٨}.
(وقال) على رضى الله عنه: لم تمض آية الدخان بعد تأخذ المؤمن كهيئة الزكام وتنفخ الكافر حتى ينفد: أخرجه بن أبى حاتم وابن كثير (٣){٦}.
(١) والذى دلت عليه الأحاديث الصحيحة أن قبول التوبة ملغيا بطلوع الشمس من مغربها فلا تقبل بعد (روى) عبد الله بن عمر وغيره أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل ". أخرجه أحمد والطبرانى {٦٧} ص ٢٨٢ ج ١١ فتح البارى. الشرح (باب طلوع الشمس من مغربها). (٢) ص ٦٨ ج ٥ جامع البيان. و (الزكمة) بفتح فسكون، نزول فضلات رطبة من الدماغ إلى الأنف. (٣) ص ٤٢٢ ج ٧ تفسير ابن كثير. و (ينفد) أى ينفى. وروى ابن جرير نحوه من ابن عمر.