وإنما بعث ليبين لهم ما اختلفوا فيه مما يعنيهم من أمر دينهم.
{الْأَحْزابُ} الفرق المتحزبة بعد عيسى عليه السلام، وقيل: اليهود والنصارى، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} وعيد للأحزاب. فإن قلت:{مِنْ بَيْنِهِمْ}: إلى من يرجع الضمير فيه؟ قلت: إلى الذين خاطبهم عيسى في قوله: {قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ}، وهم قومه المبعوث إليهم.
{أَنْ تَاتِيَهُمْ} بدل من {السَّاعَةَ}، والمعنى: هل ينظرون إلا إتيان الساعة. فإن قلت: أما أدى قوله: {بَغْتَةً} مؤدّى قوله: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} فيستغنى عنه؟ قلت: لا، لأنّ معنى قوله:{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}: وهم غافلون لاشتغالهم بأمور دنياهم، كقوله تعالى:{تَاخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ}[يس: ٤٩]، ويجوز أن تأتيهم بغتة وهم فطنون.
قوله:(الفرق المتحزبة بعد عيسى عليه السلام): الملكانية واليعقوبية والنسطورية.
قوله:(معنى قوله: {وهُمْ لا يَشْعُرُونَ}: وهم غافلون): يعني: مجيء الشيء فجأة: ربما يكون مع الشعور به، وربما يجيء والشخص غافل، ويجوز أن يراد بـ {لا يَشْعُرُونَ}: الإثبات، لأن الكلام وارد على الإنكار، كأنه قيل: هل تزعمون أنها تأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون، أي: لا يكون ذلك، بل تأتيهم وهم فطنون.