{إنَّ ذَلِكَ} أي: الذي حكينا عنهم {لَحَقٌّ} لا بد أن يتكلما به، ثم بين ما هو فقال: هو {تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}. وقرئ بالنصب على أنه صفة لـ {ذَلِكَ}؛ لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس. فإن قلت: لم سمي ذلك تخاصمًا؟ قلت: شبه
قوله:(وقيل: الضمير في {وَقَالُوا} لصناديد قريش)، عطف على قوله:" {وَقَالُوا} الضمير للطاغين"، فعلى هذا يلزم الإضمار قبل الذكر وحذم النظم، ولا يجوز أن يختص قوله:{لِلطَّاغِينَ} بصناديد قريش؛ لأنه في مقابل قوله:{وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} وهو عام.
قوله:(لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس)، هذا مناقض لقوله في"المفضل": اسم الإشارة لا يوصف إلا بما فيه الألف واللام.
قال صاحب" التقريب": {تَخَاصُمُ} بدل من {ذَلِكَ}، لا صفة لاسم الإشارة؛ إنما يوصف بما فيه الألف واللام. وقال ابن الحاجب: إنما التزم وصف باب {هَذَا} بذي اللام للإبهام، يعني: أن المبهم يدل على الحضور والتعيين، ولم يدل على حقيقة الذات التي أشير به إليها، فلا بد أن يذكر بعده ما يدل على حقيقة الذات، ولا طريق له إلا وصفه به،