إِلاَّ عُلاَلَةَ أو بُدَاهَةَ قَارحٍ نَهْدِ الجُزَارَةْ
أراد: إِلاَّ علالة قارح أو بداهة قارح.
وأنشد أيضا للفرزدق (٢):
يا مِنْ رِأَى عارضاً أُسَرُّبه
بين ذِراعَيْ وجبهةِ الأسدِ
قال ابن جنِّي:((ومنه قولُهم: هو خيرُ وأفضلُ مَنْ ثَمّ.
والنوع الثاني: أن يكون حذفُ المضاف إليه في العطوف لا في المعطوف عليه، وهو أقربُ في القياس /لتقدّم الدليل على المحذوف، ومنه ما وقع في البخاريّ من قول أبي برزَةَ ... ٤٠٦ الأسلمي-رضي الله عنه- ((غَزَوتُ مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-سبعَ غزواتٍ أو ثمانيَ (٣))). هكذا بفتح الياءِ من غير تنوينٍ، يريد: أو ثمانيَ غزوات، فَحذَفَ.
(١) الكتاب ١/ ١٧٩، ٢/ ١٦٦. وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن ٢/ ٣٢١، والمبرد في المقتضب ٤/ ٢٢٨، وابن جني في الخصائص ٢/ ٤٠٧، وابن يعيش في شرح المفصل ٣/ ٢٢، والسهيلي في أماليه ١٣١، والرضى في شرح على الكافية ١/ ١١٧، ٢/ ٢٥٨، ٣/ ١٦٧، وفي الخزانة ١/ ١٧٢. وانظر ديوانه ١٥٩. والعلالة: البقية من الشيء. والبداهة: المفاجأة. نهد القوائم: ضخمها. الجزارة: أطراف الجزور، وهي اليدان والرجلان والرأس. يقول لن يكون بيننا إلا مفاجأة فرس طويل العنق والقوائم يستنفد القتالُ البقية من نشاطه. (٢) الكتاب ١/ ١٨٠، وهو في معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٢٢، والمقتضب ٤/ ٢٢٩، والخصائص ٢/ ٤٠٧، وشرح المفصل لابن يعيش ٣/ ٢١، وشرح الكافية للرضى ١/ ٣٨٧، ٢/ ٢٥٨، والخزانة ٢/ ٣١٩، ٤/ ٤٠٤. (٣) البخاري، أبواب العمل في الصلاة، إذا انفلتت الدابة في الصلاة. انظر فتح الباري ٣/ ٣٢٤.