للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالأول موقوفٌ على السماع لا يُتعدى إلى القياس فيه عنده، ذكره في شرح التسهيل (١)، فإنك إِذا قُلْت: ضربتُ زيداً، وأنتَ تريد: ضربتُ غُلامَ زيد، أو أخا زيد لم يَجُزَ، لأنه لا يُعلم أنّ الغلام هو المراد، لصلاحية ((زيدٍ)) لذلك، لكنه قد يأتي قليلاً اتَّكالاً على قرينةٍ حاليَّةٍ وقتيةٍ أو لعادةٍ مختصةٍ، أو لفَسْرِ الشاعرِ مرادَه، كقولِ عُمَرَ بن أبي ربيعة (٢):

لا تَلُمْنِي-عتيقُ-حسبي الَّذي بي

إِنَّ بي-يا عتيقُ-/ ما قَدَ كَفَانِي ٣٩٦

قال من عُنِي بشعر ابن أبي ربيعة: إن مراده: ابن أبي عتيقٍ. وقال الآخر (٣):

عَشيَّةَ فَرَّ الحارثيوَّنَ بَعْدَ ما

دنا نحبُه في مُلْتَقَى القومِ هَو برُ

وإنما أراد: ابنُ أبي هَوْبرٍ (٤). كذا قال أهل البَصَرِ (٥) بمثل هذا، فمثلُ هذا من المضافات المحذوفة لا يُقاسُ عليها؛ إذ ليست من قبيل ما يُعَهدُ حذفُه وما هو معلومٌ إذا حُذِف، ومن شَرْط الحذفِ العِلْمُ بالمحذوفِ، وأما إذا لم يعلَم فهو لا يجوز حذفُه، لأن طلب علمه مع عدم الدليل ضربٌ من تكليفِ علم الغيب، وهذا يمكنُ إن لم يُرِده الناظم،


(١) شرح التسهيل لابن مالك، ورقة ١٨٠.
(٢) ديوانه ٤٤١، والبيت في شرح التسهيل لابن مالك، ورقة ١٨٠، والتصريح ٢/ ٥٥.
(٣) ذو الرمة، ديوانه ٦٤٧، وابن يعيش على المفصل ٣/ ٢٣، والهمع ٤/ ٢٩٠، واللسان: هبر.
(٤) في شرح الديوان لأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي: ((يعني يزيد بن هوبر الحارثي، فقال: هوبر، للقافية)).
(٥) أ: البصرة. وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>