فوقوفها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وتثبيتها له وتبشيرها من أعظم مواقف امرأة مع زوجها، مع الإحاطة والعلم بأن هذا كله وقع قبل إسلامها، وقد كافأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإظهار هذه المواقف النبيلة، فكان -صلى الله عليه وسلم- يردد:«إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ»(٢)، و «إِنِّي رُزِقْتُ حُبَّهَا»(٣)، و «مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ»(٤).
وكان -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاتها -رضي الله عنها- يذكر لها هذه الفضائل العظيمة حتى قالت
(١) صحيح البخاري برقم (٣)، وصحيح مسلم برقم (١٦٠). (٢) صحيح البخاري برقم (٣٨١٨)، وصحيح مسلم برقم (٢٤٣٤) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. (٣) صحيح مسلم برقم (٢٤٣٥) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. (٤) مسند الإمام أحمد (٤١/ ٣٥٦) برقم (٢٤٨٦٤)، وقال محققوه: حديث صحيح من حديث عائشة -رضي الله عنها-.