والإخلاص ونحوهما من الأعمال الصالحة إلى ما ذكر في الحديث، لقوله عزَّ وجلَّ {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: ٢٦١] يعني بعد سبعمائة ضعف بدليل الحديث " ... إلى أضعاف كثيرة ... " فإن هَمَّ بسيئة ولم يعملها كتبت حسنة كاملة لأنه إنما تركها بعد أن هَمَّ بها مراقبة لله عزَّ وجلَّ.
وفي بعض الحديث "إنما تركها من جَرَّائي"(١) أي: من أجلي، وإن هَمَّ بسيئة فعملها كتبت سيئة واحدة أخذًا (أ) بالتفضيل في جانب الخير والشَر وكقوله عزَّ وجلَّ {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إلا مِثْلَهَا}[سورة الأنعام: ١٦٠].
قلت: ثم إن الشيخ محيي الدين المصنف رحمه الله تعالى عقب هذا الحديث بكلام تضمن (ب) تنبيها على بعض فوائد الحديث، وأنا أذكرها بلفظه.
قال رحمه الله تعالى: فانظر يا أخي -وفقنا الله وإياك- إلى عظيم لطف الله تعالى، وتأمل هذه الألفاظ، وقوله:"عنده" إشارة إلى الاعتناء بها، وقوله:"كاملة" للتأكيد وشدة الاعتناء، وقال في السيئة التي هَمَّ بها
(أ) في س أخذ. (ب) في س يتضمن. (١) هي رواية لمسلم ضمن الحديث.