وأول ما يمكن التوقف عنده قصة سيدنا نوح - عليه السلام - الذي يمكن أن يعد الأب الثاني للبشرية بعد آدم - عليه السلام - وفي قصته التي يذكر فيها القرآن الكريم جانبَا منها تأتي كلمة ((الرجم)) في قوله تعالى {قاالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين}(١) ومما ينبغي أن نلحظه في قوله تعالى (من المرجومين) أن حرف الجر ((من)) للتبعيض أي من بعض المرجومين ... . ... ... ... ... ... ... وفي ذلك دلالة دلالة واضحة على أن قومه كانوا يمارسون رجم من يخالفهم، وأن الرجم عادة اتخذها قومه في العقوبات.
وفي قصة سيدنا لإبراهيم - عليه السلام -، وفي حواره مع أبيه قال له أبوه {قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك}(٢) وفي قصة سيدنا موسى - عليه السلام - تستوقفنا الآية الكريمة {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون}(٣) أي تقتلوني رجماً (٤) .
وفي قصة سيدنا شعيب - عليه السلام -، وفي دعوته مع قومه وحواره معهم قالوا له {ولولا رهطك لرجمناك}(٥) أي لقتلناك بالرجم وهو شر قتله (٦) ..
وهذا ما نجده مع رسل سيدنا عيسي - عليه السلام - الثلاثة الذين بعث بهم إلي القرية (إنطاكية)(٧) لهداية أهلها، ولكنهم رفضوا الهداية، وهددوهم بالقتل، قال تعالى على لسانهم:{لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم}(٨) .
(١) الآية ١١٦ الشعراء (٢) الآية ٤٦ مريم. (٣) الآية ٢٠ الدخان. (٤) تفسير النسفي ٣ / ٣٧. (٥) الآية ٩١ هود. (٦) تفسير النسفي ٢ / ٢٠٢. (٧) بالفتح ثم السكون، والباء مخففه، من أعيان بلاد الشام وأمهاتها، موصوفة بالحسن، وطيب الهواء، وعذوبة الماء، وكثرة الفواكه، وسعة الخير، معجم البلدان ١ / ٢٦٦. (٨) الآية ١٨ يس.