(من أحصاها) الإحصاء: العدد والحفظ، والمراد: من حفظها على قلبه، وقيل: المراد: من استخرجها من كتاب الله تعالى، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن النبي لم يعدها لهم، ولهذا لم ترد مسرودةً معدودةً من هذه الكتب الستة إلا في كتاب الترمذي، وقيل: المراد: من أخطر بباله عند ذكر معناها، وتفكر في مدلولها: معتبراً، متدبراً، ذاكراً، راغباً، راهباً، معظماً لمسماها، مقدساً لذات الله تعالى، وبالجملة: ففي كل اسم يخطر
= في القرآن، ومنها ما ورد فيه الفعل أو المصدر دون الاسم، ومنها ما ليس في القرآن لا بنفسه ولا بورود فعله كالقديم والجميل ونحوهما. أهـ. وقال ابن كثير في التفسير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن كما روى جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي، والله أعلم. يقول المحقق: ومع ذلككله فقد ذكر الحديث ابن حبان في صحيحه، وحسَّنه النووي في أذكاره أ. هـ.