٥٩٧ - * روى أحمد والطبراني عن ذي الجوشن الضبابي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها: القرحاء: فقلت: يا محمد إني قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال: "لا حاجة لي فيه، وإن أردت أقيض كبها المختارة من دروع بدر فعلت؟ " قال: ما كنت لأقيضه اليوم بغرة، قال:"لا حاجة لي فيه" ثم قال: "يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول أهل هذا الأمر؟ " فقلت: لا قال: "لم" قلت: إني رأيت قومك ولعوا بك قال: "فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟ " قلت: قد بلغني، قال:"فأنى يهدي لك؟ " قلت: إن تغلب على الكعبة وتقطنها. قال:"لعلك إن عشت ترى ذلك" ثم قال "يا بلال خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة". فلما أدبرت قال:"أما إنه من خير فرسان بني عامر" قال: فوالله إني بأهلي بالغور، إذ أقبل راكب، فقلت: ما فعل الناس؟ قال: والله قد غلب محمد على الكعبة وقطنها. فقلت: هبلتني أمي ولو اسلمت يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها.
وفي رواية (١) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يمنعك من ذلك؟ " قال: رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فأنظر ما تصنع فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك، وإن ظهروا عليك لم أتبعك - وذكر الحديث بنحوه.
ذكرنا هذا الحديث هنا للإشعار بأن العرب كانوا ينتظرون نهاية الصراع بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل مكة ليتخذوا قرارهم النهائي.
٥٩٧ - أحمد في مسنده (٤/ ٦٧). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٦٢): رواه عبد الله بن أحمد وأبوه ولم يسق المتن، والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. الغرة: تأتي الغرة بمعنى الأمة او العبد والمراد هنا الفرس كما ذكر ابن الأثير في النهاية. قال: يريد أنه ما كان ليقيض به فرساً فكيف يقيض به ما هو دونه وهو الدرع. أنى: بمعنى آن والتقدير أما آن أن تهتدي بهذا. العجوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة. هبلتني أمي: أي فقدتني. (١) أحمد في مسنده (٤/ ٦٨).