عليلا بالنقرس والقولنج (١)؛ وكان برجوان، على كلالته يعوده إذا مرض فمن دونه.
وكان يكاتب بقاضى القضاة. وعلت منزلته حتّى جاز حد القضاة، وكانت النعمة تليق به؛ وعمّ إحسانه سائر أصحابه وأتباعه. وكان حسن الخلق، ندىّ الوجه، فاخر الزّى يلبس الدرّاعة والعمامة بغير طيلسان (٢)، كثير الاستعمال للطّيب والبخور فى مجلسه؛ وإن أعطى أعطى كثيرا وافرا.
ولما مرض رأى كأن الحق تعالى نزل من السماء، فلما بلغ باب داره مات؛ فقال له ابن قديد عابر الرؤيا موت الحق إبطاله، والله هو الحق، ولا يزال الحق حيّا حتى يصير إلى بابك فيموت، فمات هو بعد ذلك بقليل.
وقد قسمت أشياؤها بين أهلها … فمال بلا أمن، وأمن بلا مال
(١) مرض يصيب المعى، وقد يؤدى إلى انسدادها فترة، ويعسر مع هذا المرض خروج الثقل والريح. القاموس المحيط. (٢) الطيلسان، مثلثة اللام، والطيلس والطالسان: لباس يختص به العلماء - عادة - وهو خال من التفصيل والخياطة. لسان العرب. (٣) بياض فى الأصل لم أهتد إلى ما يكمله.