الذين ذهبوا إليه لَم يعارضهم الجمهور في فهم الحصر منه، وإنّما عارضهم في الحكم من أدلة أخرى كحديث " إذا التقى الختانان ". (١)
تكميل: الأعمال تقتضي عاملين، والتّقدير: الأعمال الصّادرة من المكلفين، وعلى هذا. هل تخرج أعمال الكفّار؟.
الظّاهر الإخراج؛ لأنّ المراد بالأعمال أعمال العبادة وهي لا تصحّ من الكافر , وإن كان مخاطباً بها معاقباً على تركها , ولا يرِد العتق والصّدقة لأنّهما بدليلٍ آخر.
قوله:(بالنّيّات) الباء للمصاحبة، ويحتمل: أن تكون للسّببيّة. بمعنى أنّها مقوّمة للعمل فكأنّها سبب في إيجاده.
وعلى الأوّل فهي من نفس العمل , فيشترط أن لا تتخلف عن أوّله.
قال النّوويّ (٢): النّيّة القصد، وهي عزيمة القلب. وتعقّبه الكرمانيّ:
(١) أخرجه الشافعي (١/ ١٥٩) وابن ماجه (١/ ١٩٩، رقم ٦٠٨) وإسحاق بن راهويه (رقم ١٠٤٤) والبيهقي في " المعرفة " (١/ ٤٦٣، رقم ١٣٧٢) وابن حبان (٣/ ٤٥٦ رقم ١١٨٣). من حديث عائشة. به. وللحديث طرق أخرى وألفاظ. وهو حديث صحيح. ولمسلم (٨١٢) من حديث عائشة مرفوعاً: إذا جلس بين شُعبها الأربع , ومسَّ الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل. وهو بمعناه. انظر حديث أبي هريرة برقم (٣٨). (٢) يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني، النووي، الشافعيّ، أبو زكريا، محيي الدين: علاَّمة بالفقه والحديث. مولده سنة ٦٣١ هـ ووفاته في نوا (من قرى حوران، بسورية) سنة ٦٧٦ هـ واليها نسبته. الأعلام للزركلي (٨/ ١٤٩).