الذي أَوجب ذلك استبعادُ عدمِ العلمِ به، وهو في باب الاستئذانِ أقوى، وقد صرح -رضي اللَّه عنه- بأنه أرادَ أن يستثبتَ، انتهى (١).
الثاني: الروايةُ الصحيحة التي عليها الجماهير: "بغُرَّةٍ" -بالتنوين-، وما بعده بدلٌ منه.
ح: ومما يؤيده ويوضِّحه: روايةُ البخاري في "صحيحه" في كتاب: الديات، في باب: دية جنين المرأة: عن المغيرة بن شعبة، قال:"قضى النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بالغُرَّةِ عَبْدٍ أو أَمَةٍ"(٢).
وذكر صاحبُ "مطالع الأنوار" الوجهين: التنوين، والإضافة، قال: والأولُ أوجهُ وأقيسُ.
قلت: وجهُ القياس: أن الإضافة تكون من باب إضافة الشيء إلى نفسِه، وهي قليلة.
قال الجوهري (٣): و (٤)(أو) هنا للتنويع، لا للشكِّ، وأصلُ
(١) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ٩٩). (٢) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٦٥٠٩). وانظر: "شرح مسلم" للنووي (١١/ ١٧٥). (٣) كذا في "خ" و"ت"، وفي "شرح مسلم" للنووي: قال العلماء: و"أو" هنا للتقسيم لا للشك، والمراد بالغرة: عبد أو أمة، وهو اسم لكل واحد منهما. قال الجوهري: كأنه عبر بالغرة عن الجسم كله، كما قالوا: أعتق رقبة، وأصل الغرة. . . "، انتهى. وانظر "الصحاح" للجوهري (٢/ ٧٦٨)، (مادة: غرر). (٤) الواو ليست في "ت".