المداومة على الطاعات: فالمطلوب في بعضها المثابرة عليها، يروي الترمذي:«مَن ثابر ثنتَي عشرة ركعة من السُّنة بنَى الله له بيتًا في الجنة»(١).
وفي رواية مسلم تقولُ أم حبيبة راوية الحديث، ويقول كلٌّ من عمرو بن أوس والنعمان بن ثابت - من رجال السند -: (ما تركتهن منذ سمعتهن)(٢).
وتقول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه)(٣)، وعند مسلم كذلك (وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته)(٤).
وحين سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب الى الله؟ قال:«أدومه وإن قل»(٥)، (وكان آل محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عملوا عملاً أثبتوه)(٦)، يقول النووي:(أي لازموه وداوموا عليه)(٧).
والثبات مظهر بارز للاستقامة؛ لأن المذبذب المتقلِّب لا يقدر على الثبات، ولا يقوى على الاستقامة، فقد كان الواحد من الصحابة يقول: يا رسول الله، حدِّثني بعملٍ أستقيم عليه وأعمله، فأجابه بأوجب
(١) صحيح الجامع - الحديث ٦١٨٣ (صحيح). (٢) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب ١٥ الحديث ٧٢٨ (شرح النووي ٣/ ٢٥٢). (٣) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب ٣١ الحديث ٢٢١ (شرح النووي ٣/ ٣٢١). (٤) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب ٣٠ الحديث ٢١٨ (شرح النووي ٣/ ٣١٩). (٥) صحيح مسلم - كتاب المسافرين - باب ٣٠ الحديث ٢١٦ (شرح النووري ٣/ ٣١٨). (٦) نفس المصدر السابق الحديث ٢١٥. (٧) شرح النووي لصحيح مسلم ٣/ ٣١٩.