(لا تشهد على وصية حتى تُقرأ عليك، ولا تشهد على مَن لا تعرف)(١).
وليس من خلق المتثبت التسرع والعجلة، وإن - صلى الله عليه وسلم -، حين أرسل خالدًا - رضي الله عنه - للتحقق من عداوة بني المصطلق (أمره أن يتثبت ولا يعجل)(٢) ولما أرسله إلى بني جذيمة، للتحقق من إسلامهم، فتعجل في القتل، قال - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد»(٣)، بل إن مما ذكر القاضي شهاب الدين الشافعي في كتابه (آداب القضاء): (وعليه - إن لم يتضح له الحق - تأخير الحكم إلى أن يتضح ..)(٤).
قال الشوكاني في تفسيره لآية التبين:(ومن التثبت: الأناة، وعدم العجلة، والتبصر في الأمر الواقع، والخبر الوارد، حتى يتضح ويظهر ...)(٥).
وإن سؤال العلماء ومشورتهم يسدِّد المتثبت، وقد نقل ابن حجر عن الشعبي - بسند جيد - قوله:(مَن سرَّه أن يأخذ بالوثيقة من القضاء، فليأخذ بقضاء عمر فإنه كان يستشير)(٦) ولا تخافوا من المشورة فإنها تقربكم إلى الحق.
(١) عن فتح الباري ١٣/ ١٤٤ - كتاب الأحكام - باب ١٥. (٢) عن تفسير القرطبي ١٦/ ٢٠٥ عند تفسير الآية ٦ من سورة الحجرات. (٣) صحيح البخاري - كتاب الأحكام - باب ٣٥ - الحديث ٧١٨٩. (٤) آداب القضاء - ص ١١٠. (٥) فتح القدير ٥/ ٦٠ عند تفسير الآية ٦ من سورة الحجرات. (٦) فتح الباري ١٣/ ١٤٩ - من شرح باب ١٦ من كتاب الأحكام.