ونقل نعيم (١) بن طريف عنه -رضي اللَّه عنه- أنه قال في قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يزال اللَّه تعالى يغرس غرسًا يشغلهم في طاعته. . . "(٢) قال: هم أصحاب الحديث.
وروى البويطي (٣) عن الإمام الشافعي أنه قال: "عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابًا"(٤).
= معنى الأبدال من الصلاح والتقوى والزهد والورع، وأن الأرض لا تخلو ممن يقوم بدين اللَّه ويعلى كلمته وهذا المعنى موافق لما جاء في الحدث الصحيح الذي تقدم قبل قليل -وهو قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق" وبهذا يتبين أنه لا يلزم من ذكرهم الأبدال ثبوت الأحاديث الواردة فيهم عندهم واللَّه أعلم. لمزيد التفصيل راجع: مجموع الفتاوى (١١/ ٤٣٣) وما بعدها؛ وانظر التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية (ص ٣٨٠). (١) نعيم بن طريف من أصحاب الإمام أحمد ذكره ابن أبي يعلى في الطبقات (١/ ٣٩١) وقال روى عن إمامنا أشياء وذكر هذا الأثر من طريقه. (٢) الحديث رواه الإمام أحمد في المسند (٤/ ٢٠٠) وابن ماجة في سننه (١/ ٥) رقم (٨)؛ وابن حبان في صحيحه الإحسان رقم (٣٢٦)؛ والبخارى في التاريخ الكبير (٩/ ٦١)؛ وابن شاهين في السنة رقم (٤٤) عن أبي عنبة الخولاني. قال البوصيري في صباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة (١/ ٥): "إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات" وقد توبع هشام عليه رواه ابن حبان في صحيحه من طريق الهيثم بن خارجة عن الجراح به. . . ". (٣) يوسف بن يحيى القرشي أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه أحد الأعلام من أصحاب الشافعي، مات سنة إحدى وثلاثين مائتين. طبقات الشافعية للسبكي (٢/ ١٦٢)؛ وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٢٣). (٤) النص في سير أعلام النبلاء (١٠/ ٧٠).