وروى الطبراني عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أيضًا مرفوعًا:"إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول: يا رب أرحني ولو إلى النار".
ورواه أبو يعلى وابن حبان بلفظ:"إن الكافر ليلجمه العرق"(١).
وأخرج الحاكم وصححه عن جابر -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا:" (إن العرق)(٢) ليلزم المرء في الموقف حتى يقول: يا رب إرسالك بي إلى النار أهون عليَّ مما أجد، وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب"(٣).
ثم يقع الحساب والفصل بين العباد بشفاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- التي هى لفصل القضاء، وهي الشفاعة العظمى التي يتدافعها ذوو (العزم)(٤) من الأنبياء من آدم إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام إلى أن تنتهى إلى نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- فيقول أنا لها
(١) رواه الطبراني في الكبير (١٠/ ١٢٢ - ١٢٣، ١٣١) وأبو يعلى في مسنده (٨/ ٣٩٨) رقم (٤٩٨٢)؛ وابن حبان في صحيحه الإحسان (٩/ ٢١٦). قال المنذري في الترغيب (٤/ ٧٤٥): "إسناده جيد". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٣٦): "رواه الطبراني مرفوعًا وموقوفًا بإسنادين ورواه في الأوسط. . . ورجال الكبير رجال الصحيح، وفي رجال الأوسط محمد بن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس". (٢) كذا في النسختين، وفي المستدرك (٤/ ٥٧٧) (إن العار). (٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٥٧٧)؛ وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت الفضل واه". وقال المنذري في الترغيب: رواه البزار والحاكم عن حديث الفضل بن عيسى وهو واه". الترغيب ٤/ ٧٤٥ - ٧٤٦، وذكره الألباني في ضعيف الجامع ٢/ ٥٧ رقم ١٤٦٩. (٤) في الأصل: (ذوو الغرام) وهو خطأ والمثبت من "ظ" وهو الصواب.