وأخرج الشيخان (١) والدارقطني من حديث جرير البجلي رضي اللَّه عنه قال: كنا جلوسًا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: "أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها (٢). -يعني العصر والفجر-.
وهذا الذي آشار إليه الناظم بقوله:(كما البدر) أي كالبدر والميم زائدة لا يخفى على أحد في إبداره مع الصحو (وربك) أيها المخاطب ورب الخلائق أجمعين (أوضح): أي أظهر وأبين من البدر لأن البدر من مخلوقاته.
قال الحافظ البيهقي والحافظ ابن الجوزي: التشبيه للرؤية وهو فعل الرائي لا
= (٦/ ٢٠٨ - ٢٠٩)؛ وفي صفة الجنة (١/ ١٢٨) رقم (٩١)؛ وفي إسناده الفضل بن يزيد الرقاشي, وهو ضعيف كما تقدم. وانظر: تخريج الألباني للحديث في شرح الطحاوية (ص ١٨٢). (١) الشيخان: البخاري ومسلم، وتقدمت ترجمة البخاري (١/ ١٨٧). وأما مسلم فهو: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، صاحب "الصحيح" إمام محدث فقيه حافظ عالم مصنف، مات سنة إحدى وستين ومائتين. سير أعلام النبلاء (١٢/ ٥٥٧)؛ وتقريب (ص ٣٣٥). (٢) أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة (٢/ ٤٠) رقم (٥٥٤) باب فضل صلاة العصر، وفي باب فضل صلاة الفجر رقم (٥٧٣)؛ وفي التفسير في تفسير سورة (ق) رقم (٤٨٥١) وفي التوحيد باب قول اللَّه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} رقم (٧٤٣٤ - ٧٤٣٦). وأخرجه مسلم رقم (٦٣٣) في المساجد، باب فضل صلاة الصبح والعصر والمحافظة عليها. وتمامه: فافعلوا ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا. . .} [ق: ٣٩].