من في صدور الكفر صدر قناته … حتى توارت بالصفاح قناته
ألف المتاعب في الجهاد فلم يكن … قد عاش قط لذاته لذاته
مسعودة غدواته محمودة … روحاته ميمونة ضحواته (١)
في نصرة الإسلام يسهر دائما … ليطول في روض الجنان سناته
لا تحسبوه مات شخص واحد … فمات كل العالمين مماته
ملك عن الإسلام كان محاميا … أبدا إلى أن أسلمته حماته
قد أظلمت مذ غاب عنها نوره … لما خلت من بدره داراته
دفن السماح فليس ينشر بعدما … وروي إلى النشور رفاته
الدين بعد أبي المظفر يوسف … أقوت قواه وأقفرت ساحاته
بحر خلا من وارديه ولم تزل … محفوفة بوفوده حفاته
من لليتامى والأرامل راحم … متعطف مفضوضة صدقاته
فعلى صلاح الدين يوسف دائما … رضوان رب العرش بل صلواته
من للثغور وقد عداها حفظه … من للجهاد ولم تعد عاداته
بكت الصوارم والصواهل إذ … خلت من سبلها وركوبها غزواته (٢)
يا وحشة الإسلام يوم تمكنت … في كل قلب مؤمن روعاته
ما كان أسرع عصره لما انقضى … فكأنما سنواته ساعاته (٣)
لم أنس يوم السبت وهو لما به … يبدي السبات وقد بدت غشياته
والبشر منه تبلجت أنواره … والوجه منه تلألأت سبحاته
وتقول لله المهيمن حكمة … في مرضه حصلت بها مرضاته
هذي مناشير الممالك تقتضي … توقيعه فيها فأين دواته (٤)
قد عاد زرعك في الربيع بجمعها … هذا الربيع وقد ناب ميقاته
والجند في الديوان جدد عرضه … وإذا أمرت تجددت نفقاته
والقدس طامحة إليك عيونه … عجل فقد طمعت إليه عداته
والغرب منتظر طلوعك نحوه … حتى تفيء إلى هداك بغاته
والشرق يرجو عن عزمك راضيا … في ملكه حتى تطيع عصاته
مغري بإسداء الجميل كأنما … فرضت عليه كالصلاة صلاته
(١) غدواته أبو شامة أ ب د: غزواته هـ: - ج.
(٢) سبلها أبو شامة أ د: سلها ب: سهلها هـ: - ج.
(٣) عصره لما أ ب د: - ج هـ.
(٤) الممابك ب د هـ: الملك أ: - ج.