متنكرين، فبيتوا خزاعة ليلا، فقتلوا منهم عشرين. ثم ندمت قريش على ما فعلوا وعلموا أن هذا نقض للعهد (١) الذي بينهم وبين رسول الله، ﷺ.
وخرج عمرو بن سالم الخزاعي في طائفة من قومه فقدموا على رسول الله، ﷺ، مستغيثين به. فوقف عمرو عليه وهو جالس في المسجد، وأنشد (٢) أبياتا يسأله أن ينصره. فقال رسول الله،ﷺ:«نصرت يا عمرو بن سالم»(٣). ثم قدم بديل بن ورقاء الخزاعي (٤) في نفر من خزاعة على النبي، ﷺ، فقال: كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم (٥) يشد العقد ويزيد في المدة. فكان كذلك.
ثم قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة أم المؤمنين زوج رسول الله، ﷺ. فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله، ﷺ، طوته عنه وقال:
ما أدري أرغبت لي (٦) عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله، ﷺ، وأنت رجل مشرك نجس. قال: والله لقد أصابك بعدي يا بنية شر.
ثم خرج وأتى النبي، ﷺ، فكلمه فلم يرد عليه شيئا. فذهب إلى أبي بكر ثم إلى عمر ثم إلى علي، ﵃(٧)، على أن يكلموا النبي، ﷺ، في أمره وتشفع بهم، فلم يفعلوا. فقال لعلي: يا أبا الحسن إني أرى الأمور (٨) قد اشتدت عليّ فانصحني. فقال: والله لا أعلم شيئا يغني عنك، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس (٩) والحق بأرضك، قال: أو ترى ذلك يغني عني شيئا؟ قال: لا والله ما أظنه ولكن لا أجد لك غير ذلك.
فقام أبو سفيان في المسجد فقال: أيها الناس إني قد أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره وانطلق فلما قدم على قريش قالوا له: ما وراءك؟ فقص شأنه وأنه قد أجار (١٠) بين الناس، قالوا: فهل أجاز محمد ذلك؟ قال: لا، قالوا: والله إن زاد
(١) نقض للعهد ب ج د هـ: نقض العهد أ. (٢) وأنشد أ د هـ: وأنشده ب ج. (٣) ينظر: الندوي ٣٧٤. (٤) ينظر: ابن خياط، الطبقات ١٨١؛ ابن عبد البر ١/ ٢٨٤. (٥) قد جاءكم أ ج د هـ: قد جاء ب العقد أ ج هـ: العقدة ب د في المدة أ ب ج د: - هـ. (٦) أم رغبت به أ ج هـ: أرغبت لي ب د. (٧) ﵃ أ ج د هـ: رضوان الله عليهم أجمعين ب. (٨) أرى الأمور ب ج د هـ: - أ. (٩) فأجر بين الناس … ثم ركب بعيره أ ب ج د: - هـ. (١٠) أجار أ ج د هـ: أجاز ب.