للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١٠٥٧ م و ٥٣٧ هـ = ١١٤٢ م، انظر ابن الجوزي: المنتظم، جـ ٨، ص ١٣٩. ٢٣٤: ابن الأثير، جـ ١٠، ص ٢٠٤ و ٣٨٣؛ جـ ١١، ص ٢٩، ٣٦، ٥٩، ٦٣). ولم تنقطع فتن العامة ومعاركهم الطائفية (الحنابلة ضد الشافعية، وأهل السنة ضد الشيعة) وكانت سببًا في إزهاق الكثير من الأرواح وخراب الممتلكات. ويتحدث ابن الأثير عن صلح مؤقت عام ٥٠٢ هـ (١١٠٨ م) ويضيف قائلًا: "الشر منهم أي العامة) على طول الزمان". (جـ ١٠، ص ٣٢٩ انظر أيضًا جـ ١٠، ص ٨٠، ٢٥٩، ١٠٤، ١٠٨، ١٠٩، ١١٢، ١١٧، ١١٨). ولم تدم هذه الهدنة طويلًا، واستمرت المنازعات والمعارك وأصبحت مروعة في عهد المستعصم (ابن الأثير، جـ ١٠، ص ٣٦٠، جـ ١١، ص ٢٧١، ٣٤٤، جـ ١٢ ص ١٣٣، ٢١٦). وفي عام ٦٤٠ هـ (١٢٤٢ م) نشبت معارك بين حي المأمونية وحى باب الأزج الذي يضم سوق النظامية، وبين حي المحتارة وحى سوق السلطان، وبين حي قَطُفْتا وحى القُرَيَّة (في غربي بغداد)؛ وقتل كثيرون ونهبت حوانيت (ابن الفوطى، ص ١٧٥ - ١٧٧؛ انظر ابن أبي الحديد، جـ ٢، ص ٥٥٤). وما إن حل عام ٦٥٣ هـ (١٢٥٥ م) حتى كانت الأمور قد ساءت إلى حد كبير ونشبت معارك بين حي الرصافة (وسكانه من أهل السنة) وحى الخضيريين (وسكانه من الشيعة) وسرعان ما أيد أهالى حي باب البصرة حي الرصافة بينما أيد حي الكرخ الآخرين (ابن الفوطى، ص ٢٩٨ - ٢٩٩) وتدل هذه المعارك على نزعة التنافس بين الأحياء التي ازدادت بسبب ضعف هيمنة الحكومة. ولما تجددت المعارك بين حي الكرخ وباب البصرة قام الجند الذين أرشلوا لقمعها بنهب الكرخ فازداد الموقف سوءًا (المصدر المذكو ر، ص ٢٦٧ - ٢٧٧). وبلغت المعارك ذروتها عام ٦٥٤ هـ (١٢٥٦ م) عندما قتل أهالى الكرخ بعض خصومهم، وانضم الجند، الذين أرسلوا لحفظ النظام، إلى جماهير العامة ونهبوا الكرخ وأحرقوا بها عدة حوانيت وقللوا خلقا كثيرًا وسبوا النساء. وأعقب هذا الأخذُ بالثأر، ولكن أحدًا لم ينس المأساة (المصدر نفسه، ص ٣١٤ - ٣١٥). ونشط العيّارون