أنها ليست فلته عارضة ولا مصادفة عابرة، أن ينصر الله العصبة المسلمة، وأن يسلط على أعدائها الرعب والملائكة مع العصبة المؤمنة، إنما ذلك لأنهم شاقوا الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووقفوا يصدون عن سبيل الله ويحولون دون منهج الله للحياة.
ينزل عقابه عليهم وهو قادر على عقابهم بأقل بكثير لأنهم أضعف من أن يقفوا لعقابه.
أنها قاعدة وسنة لا فلتة ومصادفة، حيث انطلقت العصبة المسلمة في الأرض لتقرير ألوهية الله وحده، ثم وقف منها عدو لها موقف المشاقة لله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كان التثبيت لهم والرعب والهزيمة للمشاقين لله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ما استقامت العصبة المؤمنة على الطريق، واطمأنت إلى ربها، وتوكلت عليه وحده.
وفي نهاية هذا المشهد يتوجه بالخطاب للمشاقين الصادين عن سبيله، إن هذا الحكم الذى حل بكم في الدنيا ليس نهاية المطاف إنه أمر ممتد إلى ما وراء هذه الأرض، وإلى ما بعد هذه الحياة في الآخرة.
(١) أبا السعود، إرشاد العقل السليم (٢/ ٣٤٩ - ٣٥٠)، الالوسى، روح المعانى (٦/ ٢٥٩ - ٢٦٠).