وكان شعار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الخندق وبنى قريظة «حم حم لا ينصرون» كذا في سيرة ابن هشام.
* وفي شهر ذى القعدة وصدر* ذى الحجة من هذه السنة كانت غزوة بنى قريظة «٤» : وهم قوم من اليهود بالمدينة من حلفاء الأوس، وسيد الأوس حينئذ سعد بن معاذ- رضى الله تعالى عنه-.
لما رجع صلّى الله عليه وسلّم من الخندق، وكان وقت الظهيرة ودخل بيت عائشة- رضى الله تعالى عنها- فبينما هو يغتسل، ودعا بالمجمرة ليتبخر، أتاه جبريل عليهما السلام بعد صلاة الظهر، فقال: أو قد وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال: نعم، فقال جبريل: ما وضعت ملائكة الله السلاح منذ نزل بك العدوّ «٥» ؛ إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بنى قريظة، فإني عامد إليهم بمن معى من
(١) الفلّ: الكتيبة المنهزمة، وقوم فلّ: منهزمون. (٢) دامرين: هالكين. (٣) التكمه: التهدّم في البئر ونحوها، أو التندم على الأمر الغائب. * المراد أوّله وبدايته. (٤) فى البخارى أنها كانت بعد رجوع النبى صلّى الله عليه وسلّم من الخندق ووضع السلاح. (٥) وفي لفظ: قال: «يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما أسرع ما حللتم، عذيرك من محارب، عفا الله عنك» .