"لمَّا قَدِمَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ كانت تَنُوبُه نوائبُ، وليس في يده شيءٌ، فجمع له الأَنصارُ مالًا، فقالوا: يا رسولَ الله! إنك ابن أُختنا، وقد هدانا الله بك، وتنوبُك نوائبُ وحقوقٌ، وليس معك سَعَةٌ، فجمعْنا لك من أموالنا ما تستعينُ به عليها؛ فنزلتْ"(١).
ويتأكَّد ضعفهما بكون الآية -كما أسلفتُ (٢) - مكيّة ولم تنزلْ في الأنصار، وما وقع في الرِّواية الثانية على ضعفها، من كون النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ابن أُخت الأنصار، قد صرَّحت به الرِّواية الصَّحيحة:
٥٢ - فإنه [ح ٢٠/ ب]-صلى الله عليه وسلم- لمَّا قدم المدينةَ مهاجرًا، وتنازعه القوم رضي الله عنهم أيُّهم ينزل عليه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إني أنزل اللّيلةَ على بني النَّجَّار أخوالِ عبدٍ المطَّلب أُكْرِمُهُم بذلك"(٣).
(١) إسنادُهُ ضعيفٌ جدًا: أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٤٣٣) بلا إسناد. والطبراني في "الكبير" (١٢/ ٢٦) - رقم (١٢٣٨٤)، من طريق حسين الأشقر، عن نصير بن زياد، عن عثمان أبي اليقظان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: وذكره. وفيه حسين الأشقر، وهو ساقط كما قال الحافظ ابن حجر وتلميذه المصنِّف، تقدَّم قريبًا. وفيه أيضًا عثمان بن عمر أبو اليقظان البَجَليّ الكوفيّ. قال ابن حبان: "كان ممن اختلط حتى لا يدري ما يُحَدِّث به، فلا يجوز الاحتجاج بخبره الذي وافق الثّقات، ولا الذي انفرد به عن الأثبات؛ لاختلاط البعض بالبعض". وقال الحاكم عن الدارقطني: "زائغ، لم يحتجَّ به"، بل قال في رواية البرقاني: "متروك". وقال الذهبي: "كان شيعيًّا؛ ضعَّفوه". وقال الحافظ: "ضعيف واختلط، وكان يُدلِّس، ويغلو في التَّشيُّع". وقال الهيثمي: "وفيه عثمان بن عمر أبو اليقظان، وهو ضعيف". انظر: "المجروحين" (٢/ ٩٥)، و"الكاشف" (٢/ ١١)، و"التقريب" (ص ٦٦٧)، و"التهذيب" (٧/ ١٢٨)، و"المجمع" (٧/ ١٠٣). • وفي الإسناد علةٌ أخرى؛ فقد جاءت رواية أبي اليقظان الكوفي هذه عن سعيد بن جبير بالعنعنة، وهو ممن عُرف بالتدلس، كما قال الحافظ، والله أعلم. (٢) في (م): كما سلفت. (٣) أخرجه مسلم في الزهد -باب حديث الهجرة (٤/ ٢٣١٠) - رقم (٢٠٠٩)، وأحمد =