والرَّيبُ أَخصُّ مِن مُطلَقِ الشَّكِّ إِذْ إِنَّ فيه قلقًا مَع ريبةٍ، وذَلكَ لِأنَّ الأمرَ المشكوكَ فيه إمَّا أَلَّا يَكونَ ذا أَهمِّيَّةٍ فتَجدُ الشَّاكَّ فيه يَقولُ: ما يَهُمُّنِي ثَبتَ أَم لَم يَثْبُتْ، وإِمَّا أَنْ يَكونَ ذا أَهمِّيَّةٍ فحينئِذٍ إِذا شَكَّ فيه سيكونُ في قَلقٍ أَيُؤمنُ بِهذا أَمْ يُنكرُ؛ لِأنَّهُ أَمرٌ هامٌّ، فَالغالبُ أَنَّ الرِّيبةَ لا تَأتي إِلَّا في الأُمورِ الهامَّةِ، وأَمَّا الشَّكُّ الَّذي يُشَكُّ هَلْ فُلانٌ قَدِمَ أو ما قَدِمَ، وليس له أَهمِّيَّةٌ في قُدومِه أو غيابِه، فَهذا لَا يوجبُ الرِّيبةَ.
(١) أخرجه البخاري: كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، رقم (٣٢٧٦)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان، رقم (١٣٤)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان، رقم (١٣٢)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.