يَقولُ ابْنُ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ:"الِاحتجاجُ بالقَدَرِ بَعدَ وقوعِهِ تَسليمًا للقَدَرِ وَتَفويضًا لِأمْرِ اللهِ، لا اسْتِمرارًا ولَا دَفعًا لِلَّومِ" فهَذا جائِزٌ، ثُمَّ استدَلَّ بقِصَّةٍ وَقَعَتْ مِن عَليِّ بنِ أَبي طالِبٍ وزَوْجِه فاطمَةَ - رضي الله عنها - حينَ دَخَلَ عَليهما النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال لَهُما:"أَلا تُصلِّيانِ؟ " قال عَليٌّ: يا رَسولَ اللهِ، أنفُسُنا بِيَدِ اللهِ لَو شَاءَ لَأَقامنا، احْتجَّ بالقَدَرِ، فَخَرَجَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أو تَوَلَّى عنهما وهو يَضرِبُ بيَدِه على فَخِذِه ويَقولُ:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}(٢)، فَالرَّسولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هَل قَبِلَ مِنهما؟ إنْ قُلْتم: قَبِلَ على
(١) انظر: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر (ص ١٨). (٢) أخرجه البخاري: كتاب التهجد، باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاة الليل، رقم (١١٢٧)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، رقم (٧٧٥)، من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.