الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ الإنسانَ يَنبَغي له أن يَبتَعِدَ، بل يَجِبُ عليه أن يَبتَعِدَ عن قُرناءِ السُّوءِ؛ لقولِهِ:{اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}، وقد حَذَّرَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِن جَليسِ السُّوءِ فقال:"المَرءُ على دينِ خَليلِه فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُم مَنْ يُخالِلْ"(١) أي: على دينِ صَديقِه ومُحِبِّه فَلْيَنْظُرْ أحدُكم مَن يُخالِلُ، وقال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:"مَثَلُ الجَليسِ السُّوءِ كنافِخِ الكيرِ، إمَّا أن يَحرِقَ ثيابَك وإمَّا أن تَجِدَ منه رائِحةً خَبيثَةً"(٢)، فاحذَرْ قَرينَ السُّوءِ لا تَجتمِعْ به، لا تُصادِقْه، لا تَستأمِنْه على أيِّ شيءٍ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تَبَرُّؤ التَّابعينَ مِن المَتبوعينَ يومَ القيامَةِ، وَيشهَدُ على ذلك قولُهُ:{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ}[البقرة: ١٦٦]، فالمَتبوعون في آيَةِ البقرَةِ يَتبرَّؤونَ مِنَ التَّابعينَ، كما أنَّ التَّابعينَ أيضًا يَتبرَّؤون مِنَ المَتبوعينَ.
(١) أخرجه الإمام أحمد (٢/ ٣٠٣)، وأبو داود: كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، رقم (٤٨٣٣)، والترمذي: كتاب الزهد، رقم (٢٣٧٨) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه البخاري: كتاب الذبائح والصيد، باب المسك، رقم (٥٥٣٤)، ومسلم: كتاب البر والصلة، باب استحباب مجالسة الصالحين، رقم (٢٦٢٨)، من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.