وعامة، فالعامة هي الشاملة لجميع الخلق، فإن جميع الخلق مربوبون لله عز وجل، هو خالقهم ومالكهم، ومدبرهم، ومنها قول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} أما الربوبية الخاصة فهي مختصة بعباد الله المخلصين من عباده المؤمنين من الرسل وأتباعهم، وهي أخص من الأولى؛ لأنها تقتضي عناية خاصة بالمربوب، وتوفيقًا له، وإصلاحًا لحاله، ومنها قوله تعالى: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٢)} (١) فإن موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- من عباد الله المخلصين، فكانت الربوبية في حقهما خاصة، ومنه دعاء المؤمنين لله عز وجل بهذا الاسم مثل {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا}(٢) فالمراد به الربوبية الخاصة؛ لأن التوسل بالأخص، أخص بالدعاء من التوسل بالأعم، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} (٣). فالأولى عامة، والثانية خاصة.
والرب من أسماء الله دل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أما الركوع فعظموا فيه الرب"(٤)، وقوله - صلى الله عليه وسلم - في السواك:"مطهرة للفم مرضاة للرب"(٥).
٤ - في هذه الآية الكريمة: إثبات الرحمة لله عز وجل
(١) سورة الأعراف، الآية: ١٢٢. (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٦. (٣) سورة الأعراف، الآيتان: ١٢١، ١٢٢. (٤) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ٤٧٩ (٢٠٧). (٥) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٣).