وهل نَنْتَقِل من هذه الفائِدَة إلى: أنَّ الإِنْسَانَ قد يَجْتَمِع فيه خِصالُ الإيمانِ وخِصالُ الكُفْر؟
الجواب: إذا رَأَيْتَ جَيْشًا مُقْبلًا على البلد فأنا أُنْذِرُهم لا أُبَشِّرُهم، لكن إذا رأيت الجيشَ قد انْصَرَفَ فأنا أُبَشِّرُهُم.
وعلى كُلِّ حالٍ: المعلومُ من مذهب السُّنَّة والجماعَةِ - وهو الحَقُّ - أنَّ الإِنْسَان قد تَجْتَمِعُ فيه خِصالُ الإيمان وخِصالُ الكفر، فيكون مُؤْمِنًا من وَجْهٍ وكافِرًا من وَجْهٍ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ مآلَ النَّاسِ إمَّا إلى جَنَّة وإمَّا إلى نارٍ، وليس ثَمَّةَ دارٌ ثالِثَة؛ لأنَّ البِشارَة بالجَنَّة والإنذارَ بالنَّار، وليس هناك دارٌ ثالثة يصل النَّاسُ إليها.
(١) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب، رقم (٦٧)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه البخاري: كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله، رقم (٤٨)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سباب المسلم فسوق"، رقم (٦٤)، من حديث عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه -.