عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -قال: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة له، فكشف الستور، وقال: إنَّ كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفعنَّ بعضكم على بعض بالقراءة " (١)
فتأمل في هذه الواقعة: فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى أصحابه - رضي الله عنهم - عن التشويش على أهل المسجد من المصلِّين والعاكفين، ولو كان ذلك بعلو أصواتهم بقراءة القرآن، فكيف بمن يشوِّش على المصلِّين بالأحاديث الجانبية والضحكات المرتفعة وما شابه ذلك؟ ! ! (٢)
(١) أخرجه أحمد (١١٨٩٦) وأبوداود (١٣٣٢) وصححه النووي والحاكم والذهبي، وانظر الصحيحة (١٥٩٧) (٢) ومما نأسف له كثيراً أن تجد مثل هذه المشاهد فى مساجد " الأخوة" بصفة خاصة ,فما أن يسلم الإمام من الصلاة حتى تسمع دوياً كدوى النحل ,من الحوارات والضحكات ,وقلما تجد منهم من يختم الصلاة بالأذكار التي سنَّها النبى - صلى الله عليه وسلم- لأمته. ووالله إنَّ هذا لهو من أشد الأمور التي تنفِّر الناس من مساجد الملتزمين ,ولا حول ولا قوه إلا بالله. (٣) انظرغذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (٢/ ٣١٠)