وقال النبي صلّى الله عليه وسلم فيه:"إنه يحب الله رسوله، ويحبه الله ورسوله"(٢).
ورأى أبو سليمان الداراني في طريق الحج في شدة برد الشتاء شيخًا عليه أخلاقٌ رثَّة وهو يرشح عرقًا، فسأله عن حاله، فقال: إِنَّمَا الحر والبرد خلقان لله عز وجل، فإن أمرهما أن يغشياني أصاباني، لأن أمرهما أن يتركاني تركاني.
وقال: أنا في هذه البرية منذ ثلاثين سنة يلبسني في البرد فيحًا من محبته، ويُلبسني في الصيف بردًا من محبته.
وقيل لآخر -وعليه خرقتان في برد شديد: لو استترت في موضع يكنك من البرد!. فأنشد:
ويحسن ظني أنني في فنائه ... وهل أحدٌ في كنِّه يجد البردا
...
(١) أخرجه ابن ماجه (١١٧) قال البوصيري في الزوائد (١/ ٧٠): هذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد، وهو ضعيف الحفظ لا يحتج بما ينفرد به وأخرجه الطبراني في الأوسط (٢٢٨٦) وقال الهيثمي في المجمع (٩/ ١٢٢): إسناده حسن. (٢) أخرجه البخاري (٣٠٠٩)، ومسلم (٢٤٠٦).