وكان يقولُ: يا إخوتاه، لا تغبطوا حريصًا عَلَى ثروة ولا سعة في مكسبٍ ولا مالٍ، وانظروا إِلَيْهِ بعين المقتِ له في (اشتغالِه)(*) اليومَ بما ورديه غدًا في المعاد ثُمَّ ييكي، ويقولُ: الحرصُ حرصانِ: حرصٌ فاجعٌ، وحرصٌ نافعٌ؟ فأما النَّافعُ: فحرصُ المرءِ عَلَى طاعةِ اللهِ.
وأما الفاجعُ: فحرصُ المرءِ عَلَى الدُّنْيَا مشغولٌ معذبٌ لا يسرُّ ولا يلتذُّ بجمعِهِ لشغله، ولا يفرُغُ من محبته الدُّنْيَا لآخرته، كذلك وغفلتِه عما يدومُ ويبقى.