بالسكون، والأمر المأخوذ منها. وقد جرى القرآن الكريم على لغتهم، إلا في أمثلة قليلة جاءت بالإدغام على لغة بني تميم.
وقد فطن إلى ذلك قدامي اللغويين العرب، قال الزجاج:"وأهل الحجاز يظهرون التضعيف. وهذه الآية:{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} فيها اللغتان جميعا، فقوله تعالى:{إِنْ تَمْسَسْكُمْ} ، على لغة أهل الحجاز، وقوله:{لَا يَضُرُّكُمْ} ، على لغة غيرهم من العرب"١.
كما قال الزركشي٢:"أنزل الله القرآن بلغة الحجازيين إلا قليلا فإنه نزل بلغة التميميين، فمن القليل إدغام:{وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الحشر: ٤] ، فإن الإدغام في المجزوم والاسم المضاعف لغة تميم، ولهذا قل، والفك لغة أهل الحجاز، ولهذا كثر، نحو:{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ}[البقرة: ٢١٧] ، و {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ}[البقرة: ٢٨٢] و {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١] و {مَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[الأنفال: ١٣] و {احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي}[طه: ٢٧] وغير ذلك كثير".