أي:"لم تأثم"، التي صارت بعد كسر حرف المضارعة:"تِئثم"، وخففت الهمزة فصارت:"تِيثم" كما في البيت.
وقد روى ابن جني بيتا عن أعرابي من بني عقيل، كسرت فيه الهمزة في الفعل:"أخاف"، فقال: وأنشدني عقيلي فصيح لنفسه:
فقومي هم تميم يا مماري ... وجوثة ما إِخاف لهم كثارا
فكسر الهمزة من:"إخاف"١.
كما روى ابن الأنباري بيتا للمرار الفقعسي، كسر فيه التاء من:"تعلم" في قوله:
قد تِعلم الخيل أياما تطاعنها ... من أي شنشنة أنت ابن منظور
وقال بعده:"قال أبو بكر: قال أبي: أنشدنيه أبو جعفر: قد تِعلم، بكسر التاء، وقال: هي لغة بني أسد، يقولون: تِعلم، وإِعلم، ونِعلم، ومثله كثير"٢.
وقد قرئ بهذه اللغة، في بعض القراءات الشاذة، فقد رُوي عن يحيى بن وثاب، والأعمش، وطلحة بن مصرف، وحمزة بن حبيب الزيات، أنهم قرءوا قوله تعالى:"ولا تِركنوا للذين ظلموا فتِمسكم النار"[هود: ١١٣] بكسر التاء في الفعلين. وقال ابن جني في التعليق على هذه القراءة:"هذه لغة تميم، أن تكسر أول مضارع ما ثاني ماضيه مكسور، نحو عَلِمْت تِعْلَم، وأنا إِعْلَم، وهي تِعْلَم، ونحن نِرْكَب. وتقل في الياء، نحو: يِعْلَم، ويِرْكَب، استثقالا للكسرة في الياء، وكذلك ما في أول ماضيه همزة وصل مكسورة، نحو: تِنطلق، ويوم تِسود وجوه وتِبيض وجوه"٣.