وهل يُستَفاد منها أنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ليس أبًا لأَحَد من الرَّضاع أو لأَحَد من النَّسَب؟
الجَوابُ: لا يُستَفاد؛ لأنه ثبَت أن له أبناءً، لكن بعض العُلَماء رَحِمَهُم اللَّهُ يَقولون: إنَ أبناءَه لم يَبلُغوا أن يَكونوا رِجالًا، فالآية عامَّة، ولكنه تَبيَّن لي أنَّ هذا لا يَصِحُّ أيضًا؛ لأنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- له أبناءٌ كانوا رِجالًا، ولهم ذُرِّيَّة، وهم: الحسَن والحُسَين -رضي اللَّه عنهما-، فالرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ"(١)، فسمَّاه ابنًا، وقد عقَّ أيضًا عن الحسَنِ والحُسَينِ -رضي اللَّه عنهما- الرسولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هو بنَفْسه (٢).
الْفَائِدَةُ الثالِثَةُ: أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- آخِرُ الأنبياء عَلَيْهِم السَّلَامُ؛ لقوله تعالى:"وَخَاتِمَ النَّبِيّينَ".
(١) أخرجه البخاري: كتاب الصلح، باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للحسن بن علي -رضي اللَّه عنهما-: "ابني هذا سيد"، رقم (٢٧٠٤)، من حديث أبي بكرة -رضي اللَّه عنه-. (٢) أخرجه أبو داود: كتاب الضحايا، باب في العقيقة، رقم (٢٨٤١)، والنسائي: كتاب العقيقة، باب كم يعق عن الجارية، رقم (٤٢١٩)، من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-.