كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الألف - باب في الترهيب من الرياء والنفاق - ج: 1 - ص: 133

فَعَرَفَهَا. فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَعَلَّمْتُهُ فِيك. قَالَ: كَذَبْتَ؛ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ عاَلِمٌ وَفُلَانٌ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ؛ فَأُمِرَ بِهِ [فَسُحِبَ] (١) عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ؛ فَأَتَى بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا؛ [قَالَ] (٢): مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ شَيْءٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهِ إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهِ لَكَ. [قَالَ] (٣): كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَوَادٌ؛ فَقَدْ قِيلَ؛ فَأُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ» (٤).

١٢٢ - أخبرنا [أبو عمرو عبد الوهاب] (٥) - في كتابه -، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد المديني، حدثنا أبو الحسن [اللنباني] (٦)، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدثني العباس بن جعفر، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، حدثنا الحارث بن غسان، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أنس ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ جَاءَتِ المَلَائِكَةُ بِصُحُفٍ مُخَتَّمَةٍ؛ فَيَقُولُ اللهُ ﷿: أَلْقُوا هَذَا وَاقْبَلُوا هَذَا، فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ: وَعِزَّتِكَ مَا كَتَبْنَا إِلَّا مَا

---

(١) وفي (ج): فسحب به.
(٢) وفي (ج): فقال.
(٣) وفي (ج): فقال.
(٤) أخرجه مسلم (١٩٠٥)، والنسائي في "المجتبى" (٦/ ٢٣ - ٢٤) وفي "الكبرى" (٨٠٨٣)، وأحمد (٨٢٧٧)، والبيهقي في"الكبرى" (٩/ ١٦٨) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (٤٦٩)، ومن طريقه البخاري في "خلق أفعال العباد" (٣٣٥)، والترمذي (٢٣٨٢)، والطبري في "تفسيره" (١٢/ ١٣)، وابن خزيمة (٢٤٨٢)، وابن حبان (٤٠٨) من طريق عقبة بن مسلم، عن شفي، عن أبي هريرة.
(٥) وزيد في (ق) و (س): ابن محمد بن إسحاق، ومثله في (ج) لكن بدون: أبو عمرو.
(٦) وفي (ق) و (س): اللبناني.