ويذكر الشيخ أن جهماً ينكر أن يُسمى اللهُ (شيئاً)(١)، ومعنى هذا عنده: أن الله ليس بشيء!، وهذا القولُ ظاهرُ البطلان.
والحقُّ أنه يصح أن يُخبَرَ عن الله تعالى بأنه شيء؛ بل هو أكبر مِنْ كل شيء، كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ﴾ [الأنعام: ١٩].
ولكن هذا الإطلاق مِنْ باب الخبر، لا من باب التسمية، والثناء، والدعاء، كما يطلق عليه بأنه «موجود» مِنْ باب الخبر - أيضاً -، ولكن لا يدعا بذلك، فلا يقال:«يا شيء» أو: «يا موجود» ونحو ذلك.
فبابُ الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.
وربما قالت الجهمية:(إنه شيء لا كالأشياء)، فقولهم:(إنه شيء) صحيح، وقولهم:(إنه لا كالأشياء)؛ يدخلون فيه نفي الصفات، فمعنى كلامهم: إنه لا تقوم به أي صفة، فقولهم هذا؛ حقيقته التعطيل والنفي المحض؛ لأنهم ينفون القَدْر المشترك، ولازم ذلك: التعطيل التام (٢).